عدوهم
ذكر فِيهَا خَصَائِص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحقوقه وحرمته وَحُرْمَة أهل بَيته لما كَانَ هُوَ الْقلب الَّذِي نَصره الله فِيهَا بِغَيْر قتال كَمَا كَانَ ذَلِك فِي غزوتنا هَذِه سَوَاء وَظهر فِيهَا سر تأييد الدّين كَمَا ظهر فِي غَزْوَة الخَنْدَق وانقسم النَّاس فِيهَا كانقسامهم عَام الخَنْدَق
وَذَلِكَ أَن الله تَعَالَى مُنْذُ بعث مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأعزه بِالْهِجْرَةِ والنصرة صَار النَّاس ثَلَاثَة أَقسَام
قسما مُؤمنين وهم الَّذين آمنُوا بِهِ ظَاهرا وَبَاطنا
وقسما كفَّارًا وهم الَّذين أظهرُوا الْكفْر بِهِ
وقسما منافقين وهم الَّذين آمنُوا ظَاهرا لَا بَاطِنا
وَلِهَذَا افْتتح سُورَة الْبَقَرَة بِأَرْبَع آيَات فِي صفة الْمُؤمنِينَ وآيتين فِي صفة الْكَافرين وَثَلَاث عشر آيَة فِي صفة الْمُنَافِقين
وكل وَاحِد من الْإِيمَان وَالْكفْر والنفاق لَهُ دعائم وَشعب كَمَا دلّت عَلَيْهِ دَلَائِل الْكتاب وَالسّنة وكما فسره أَمِير الْمُؤمنِينَ على بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي الحَدِيث الْمَأْثُور عَنهُ فِي الْإِيمَان ودعائمه وشعبه
فَمن النِّفَاق مَا هُوَ أكبر يكون صَاحبه فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار كنفاق عبد الله بن أبي وَغَيره بِأَن يظْهر تَكْذِيب الرَّسُول أَو