الْكَلَام بقوله {وَأنزل الَّذين ظاهروهم من أهل الْكتاب من صياصيهم وَقذف فِي قُلُوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أَرضهم وديارهم وَأَمْوَالهمْ وأرضا لم تطؤوها وَكَانَ الله على كل شَيْء قَدِيرًا}
فَإِن هَذِه الْفِتْنَة الَّتِي ابْتُلِيَ بهَا الْمُسلمُونَ مَعَ هَذَا الْعَدو الْمُفْسد الْخَارِج عَن شَرِيعَة الْإِسْلَام قد جرى فِيهَا شَبيه مَا جرى للْمُسلمين مَعَ عدوهم على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَغَازِي الَّتِي أنزل الله فِيهَا كِتَابه وابتلى بهَا نبيه وَالْمُؤمنِينَ مَا هُوَ أُسْوَة لمن كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْم الآخر وَذكر الله كثيرا إِلَى يَوْم القايمة فَإِن نُصُوص الْكتاب وَالسّنة اللَّذين هما دَعْوَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتناولان عُمُوم الْخلق بِالْعُمُومِ اللَّفْظِيّ والمعنوي أَو بِالْعُمُومِ الْمَعْنَوِيّ وعهود الله فِي كِتَابه وَسنة رَسُوله تنَال آخر هَذِه الآمة كَمَا نَالَتْ أَولهَا وَإِنَّمَا قصّ الله علينا قصَص من قبلنَا من الْأُمَم لتَكون عِبْرَة لنا فنشبه حَالنَا بحالهم ونقيس أَوَاخِر الْأُمَم بأوائلها فَيكون لِلْمُؤمنِ من الْمُتَأَخِّرين شبه بِمَا كَانَ لِلْمُؤمنِ من الْمُتَقَدِّمين وَيكون للْكَافِرِ وَالْمُنَافِق من الْمُتَأَخِّرين شبه بِمَا كَانَ