كَانَت مركبة من وجود وَعدم وَجب ذكرهمَا فِي تَعْرِيف الْحَقِيقَة كَمَا أَن من عرف الْأَب من حَيْثُ هُوَ أَب فان تصَوره مَوْقُوف على تصور الْأُبُوَّة الَّتِي هِيَ نِسْبَة وَإِضَافَة وَإِن كَانَ الْأَب أمرا وجوديا

فَالْحَمْد وَالشُّكْر متعلقان بالمحمود عَلَيْهِ والمشكور عَلَيْهِ وَإِن لم يكن هَذَا الْمُتَعَلّق عارضا لصفة ثبوتية فَلَا يفهم الْحَمد وَالشُّكْر إِلَّا بفهم هَذَا الْمُتَعَلّق كَمَا لَا يفهم معنى الْأَب إِلَّا بفهم معنى الْأُبُوَّة الَّذِي هُوَ التَّعَلُّق وَكَذَلِكَ الْحَمد وَالشُّكْر أَمْرَانِ متعلقان بالمحمود عَلَيْهِ والمشكور عَلَيْهِ

وَهَذَا التَّعَلُّق جُزْء من هَذَا الْمُسَمّى بِدَلِيل أَن من لم يفهم الصِّفَات الجميلة لم يفهم الْحَمد وَمن لم يفهم الْإِحْسَان لم يفهم الشُّكْر

فَإِذا كَانَ فهمهما مَوْقُوفا على فهم متعلقهما فوقوفه على فهم التَّعَلُّق أولى فَإِن التَّعَلُّق فرع على الْمُتَعَلّق وَتبع لَهُ فَإِذا توقف فهمهما على فهم الْمُتَعَلّق الَّذِي هُوَ أبعد عَنْهُمَا من التَّعَلُّق فتوقفه على فهم التَّعَلُّق أولى وَإِن كَانَ التَّعَلُّق أمرا عدميا وَالله أعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015