العقد الفريد (صفحة 808)

ومنه قول العامة: إن يفلّت الطير فقد ذرق «1» .

وقولهم: أفلت وقد بلّ النّيفق «2» . الذي تسميه العامة: النّيفق.

الجبان يتهدد غيره

منه قولهم: جاء فلان ينفض مذرويه. أي يتوعد ويتهدّد. والمذروان: فرعا الأليتين. ولا يكاد يقال هذا إلا لمن يتهدد بلا حقيقة.

ومنه: أبرق لمن لا يعرفك. واقصد بذرعك. ولا تبق إلا على نفسك.

تصرف الدهر

منه: من يجتمع تتقعقع «3» عمده. أي أن الاجتماع داعية الافتراق.

ومنه: كل ذات بعل ستئيم «4» .

ومنه البيت السائر:

وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان

ومنه: لم يفت من لم يمت.

الاستدلال بالنظر عن الضمير

منه قولهم: شاهد البغض اللحظ. وجلّى محبّ نظره.

قال زهير:

فإن تك في صديق أو عدوّ ... نخّبرك العيون عن الضمير

وقال ابن أبي حازم:

خذ من العيش ما كفى ... ومن الدهر ما صفا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015