العقد الفريد (صفحة 721)

أرقع الشعرة البيضاء ملتقطا ... فيصبح الشيب للسوداء ملتقطا

وسوف لا شك يعييني فأتركه ... فطالما أعمل المقراض والمشطا

الشباب والصحة

قال أبو عمرو بن العلاء: ما بكت العرب شيئا ما بكت على الشباب وما بلغت به ما يستحقّه.

وقل الأصمعي: أحسن أنماط الشعر المراثي والبكاء على الشباب:

وقيل لكثيّر عزة: مالك لا تقول الشعر؟ قال: ذهب الشباب فما أطرب، ومات عبد العزيز فما أرغب.

وقال عبد الله بن عباس: الدنيا العافية، والشباب الصحة.

وقال محمود الوراق:

أليس عجيبا بأن الفتى ... يصاب ببعض الذي في يديه

فمن بين باك له موجع ... وبين مغرّ مغذّ إليه «1»

ويسلبه الشيب شرخ الشباب ... فليس يعزّيه خلق عليه

وقال ابن أبي حازم:

ولّى الشّباب فخلّ الدمع ينهمل ... فقد الشباب بفقد الروح متصل

لا تكذبنّ فما الدنيا بأجمعها ... من الشباب بيوم واحد بدل

وقال جرير:

ولّى الشباب حميدة أيامه ... لو كان ذلك يشترى أو يرجع

وقال صريع الغواني:

واها لأيّام الصّبا وزمانه ... لو كان أسعف بالمقام قليلا

سل عيش دهر قد مضت أيامه ... هل يستطيع إلى الرجوع سبيلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015