العقد الفريد (صفحة 676)

وقال محمود الوراق:

مزج الصّدود وصاله ... نّ فكان أمرا بين بين

وقال الفرزدق:

وإذا الرّجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرّقاب نواكس الأبصار

قال أبو العباس محمد بن يزيد النحوي: في هذا البيت شيء مستظرف عند أهل النحو. وذلك أنه جمع «فاعل» على «فواعل» وإذا كان هذا، لم يكن بين المذكر والمؤنث فرق؛ لأنك تقول: ضاربة وضوارب، ولا يقال في المذكر فواعل إلا في موضعين، وذلك قولهم فوارس وهوالك، ولكنه اضطر في الشعر فأخرجه عن الأصل، ولولا الضرورة ما جاز له.

وقال أبو غسان رفيع بن سلمة تلميذ أبي عبيدة المعروف بدماذ، يخاطب أبا عثمان النحوي المازنيّ:

تفكّرت في النّحو حتّى ملل ... ت وأتعبت نفسي له والبدن

وأتعبت بكرا وأصحابه ... بطول المسائل في كلّ فن

سوى أنّ بابا عليه العفا ... للفاء يا ليته لم يكن

فكنت بظاهره عالما ... وكنت بباطنه ذا فطن

وللواو باب إلى جنبه ... من المقت أحسنه قد لعن

إذا قلت هاتوا لماذا يقا ... ل لست بآتيك أو تأتين

أجيبوا: لما قيل هذا كذا ... على النّصب قالوا لإضمار أن

وما إن رأيت لها موضعا ... فأعرف ما قيل إلّا بأن

فقد خفت يا بكر من طول ما ... أفكر في أمر «أن» أن أجن

باب في الغريب والتقعيب

دخل أبو علقمة على أعين الطبيب، فقال: أصلحك الله، أكلت من لحوم هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015