العقد الفريد (صفحة 519)

أخلاقنا إلى اليوم.

العرب والغراب:

وإنما تطيّرت العرب من الغراب للغربة، إذ كان اسمه مشتقا منها. وقال أبو الشيص:

أشاقك والليل ملقي الجران ... غراب ينوح على غصن بان «1»

وفي نعبات الغراب اغتراب ... وفي البان بين بعيد التّداني

ولآخر في السّفرجل:

أهدي إليه سفرجلا فتطيّرا ... منه فظلّ مفكّرا مستعبرا

خوف الفراق لأنّ شطر هجائه ... سفر وحقّ له بأن يتطيّرا

ولآخر في السّوسن:

يا ذا الذي أهدى لنا السّوسنا ... ما كنت في إهدائه محسنا

شطر اسمه سوء فقد سؤتني ... يا ليت أنّي لم أر السّوسنا

ولآخر في الأترجّ:

أهدى إليه حبيبه أترجّة ... فبكى وأشفق من عيافة زاجر «2»

خاف التّبدّل والتّلوّن إنّها ... لونان باطنها خلاف الظّاهر

وقال الطائي في الحمام:

هنّ الحمام فإن كسرت عيافة ... من حائهنّ فإنهنّ حمام

وكان أشعب يختلف إلى قينة بالمدينة، فلما أراد الخروج سألها أن تعطيه خاتم ذهب في يدها ليذكرها به. قالت: إنه ذهب، وأخاف أن تذهب؛ ولكن [خذ] هذا العود، فعلك أن تعود.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015