«ليته لم يكن وقف ... عذّب القلب وانصرف»
وقال الحمدوني: كتبت إلى الحسن بن إبراهيم، وكان كل سنة يبعث إليّ بأضحية، فتأخرت عني سنة، فكتبت إليه:
سيّدي أعرض عني ... وتناسى الودّ مني
مرّ بي أضحى وأضحى ... أخلفاني فيه ظني
لا يراني فيهما أه ... لا لظلف ولقرن
فتعذّيت بيأس ... ثم ضحّيت بجني
واصطبحت الراح يوما ... ثم أنشدت أغني «1»
لا لجرم صدّ عني ... صدّ عني بالتجنّي
: أهدت جارية من جواري المأمون تفاحة له، وكتبت إليه:
إني يا أمير المؤمنين لما رأيت تنافس الرعية في الهدايا إليك، وتواتر ألطافهم عليك، فكرت في هدية تخف مؤونتها، وتهون كلفتها، ويعظم خطرها، ويجلّ موقعها؛ فلم أجد ما يجتمع فيه هذا النعت، ويكمل فيه هذا الوصف، إلا التفاح؛ فأهديت إليك منها واحدة في العدد، كثيرة في التصرّف؛ وأحببت يا أمير المؤمنين أن أعرب لك عن فضلها، وأكشف لك عن محاسنها، وأشرح لك لطيف معانيها، وما قالت الأطباء فيها، وتفنّن الشعراء في أوصافها، حتى ترمقها بعين الجلالة، وتلحظها بمقلة الصيانة؛ فقد قال أبوك الرشيد رضي الله عنه: أحسن الفاكهة التفاح، اجتمع فيه الصفرة الدّرّية، والحمرة الخمرية، والشّقرة الذهبية، وبياض الفضة، ولون التبر؛ يلذ بها من الحواس: العين ببهجتها، والأنف بريحها، والفم بطعمها. وقال أرسطاطاليس الفيلسوف عند حضوره الوفاة، واجتمع إليه تلاميذه: التمسوا لي تفاحة أعتصم