العقد الفريد (صفحة 2430)

جلا الإذفر الأحوى من المسك فرقه ... وطيب الدّهان رأسه فهو أنزع «1»

إذا النّفر السّود اليمانون حاولوا ... له حوك برديه أرقّوا وأوسعوا

وقال آخر:

يشبّهون ملوكا في مجلّتهم ... وطول أنضية الأعناق والّلمم «2»

إذا غدا المسك يجري في مفارقهم ... راحو كأنهم مرضى من الكرم

وقال آخر في عليّ بن داود الهاشمي:

أمّا أبوك فذاك الجود نعرفه ... وأنت أشبه خلق الله بالجود

كأن ديباجتي خدّيه من ذهب ... إذا تعصّب في أثوابه السّود

الرحلة والركوب

عمرو بن العاص ورجل

: سمع عمرو بن العاص رجلا يقول: الرحلة قطعة من العذاب. فقال له: لم تحسن، بل العذاب قطعة من الرحلة.

هارون وزبيدة في طريقها إلى مكة

: ولما مشى هارون إلى مكة ومشت معه زبيدة، كانت تبسط الدرانك «3» أمامهم وتطوى خلفهم؛ فلما أعيا، دعا بخادم له فألقى ذراعه عليه وتأوه، وقال: والله لركوب حمار منهوس خير من المشي على الدرانك.

قال الشاعر:

وما عن رضى صار الحمار مطيّتي ... ولكنّ من يمشي سيرضى بما ركب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015