العقد الفريد (صفحة 1944)

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل «1»

وهل أردن يوما مياه مجنّة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل «2»

قالت عائشة: وكان عامر بن فهيرة يقول:

وقد رأيت الموت قبل ذوقه ... إنّ الجبان حتفه من فوقه

كالثور يحمي جلده بروقه «3»

قالت عائشة: فجئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته، فقال: اللهم حبّب إلينا المدينة كحبّنا مكة وأشدّ، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدّها، وانقل حمّاها فاجعلها بالجحفة «4» .

ومن حديث البراء بن عازب: قال: لما كان يوم حنين رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم، والعباس وأبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وهما آخذان بلجام بغلته. وهو يقول:

أنا النبيّ لا كذب أنا ... ابن عبد المطلب

ومن حديث أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة يرفعه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم: أنه لما دخل الغار نكب «5» ، فقال:

«هل أنت إلا أصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت» .

فهذا من المنثور الذي يوافق المنظوم وإن لم يتعمّد به قائلة المنظوم. ومثل هذا من كلام الناس كثير يأخذه الوزن، مثل قول عبد مملوك لمواليه:

«اذهبوا بي إلى الطبيب ... وقولوا قد اكتوى» .

ومثله كثير مما يأخذه الوزن ولا يراد به الشعر، ولا يسمّى قول النبي صلّى الله عليه وسلّم- وإن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015