وأتي زياد برجل من الخوارج، فقال له: ما تقول فيّ وفي أمير المؤمنين؟ قال أما الذي تسميه أمير المؤمنين فهو أمير المشركين، وأما أنت فما أقول في رجل أوله لزنية وآخره لدعوة! فأمر به فقتل وصلب.
قال الأشعث بن قيس لشريح القاضي: لشدّ ما ارتفعت! قال: فهل رأيت ذلك ضرك؟ قال: لا. قال: فأراك تعرف نعمة الله عليك وتجهلها على غيرك.
نازع محمد بن الفضل بعض قرابته في ميراث، فقال له: يا بن الزنديق! قال له: إن كان أبي كما تقول وأنا مثله، فلا يحل لك أن تنازعني في هذا الميراث؛ إذ كان لا يرث دين دينا.
وأتي الحجاج بامرأة من الخوارج، فجعل يكلمها وهي لا تنظر إليه، فقيل لها الأمير يكلمك وأنت لا تنظرين إليه! قالت: إني لأستحي أن أنظر من لا ينظر الله إليه! فأمر بها فقتلت.
لقي عثمان بن عفان عليّ بن أبي طالب، فعاتبه في شيء بلغه عنه، فسكت عنه علي؛ فقال له عثمان: مالك لا تقول؟ قال: له علي: ليس لك عندي إلا ما تحب وليس جوابك إلا ما تكره.
وتكلم الناس عند معاوية في يزيد ابنه إذ أخذ له البيعة، وسكت الأحنف؛ فقال له: مالك لا تقول أبا بحر؟ قال: أخافك إن صدقت وأخاف الله إن كذبت!