العقد الفريد (صفحة 1144)

وقال فيها:

أشبهك المسك وأشبهته ... قائمة في لونه قاعده

لا شكّ إذ لونكما واحد ... أنكما من طينة واحده

وقال كثيّر في نصيب بن رباح، وكان أسود:

رأيت أبا الحجناء في الناس حائرا ... ولون أبي الحجناء لون البهائم

تراه على مالاحه من سواده ... وإن كان مظلوما له وجه ظالم «1»

أعرابي وعامل:

وقال رجل من العمال لأعرابي: ما أحسبك تعرف كم تصلي في كل يوم وليلة! فقال له: فإن عرفت أتجعل لي على نفسك مسألة؟ قال: نعم. قال:

إنّ الصلاة أربع وأربع ... ثم ثلاث بعدهنّ أربع

ثم صلاة الفجر لا تضيّع

قال: صدقت، هات مسألتك؟ قاله له: كم فقار ظهرك؟ قال: لا أدري. قال:

فتحكم بين الناس وتجهل هذا من نفسك؟

قولهم في الغزل لبعض الأعراب:

ذكر أعرابي امرأة فقال: لها جلد من لؤلؤ مع رائحة المسك، وفي كل عضو منها شمس طالعة.

وذكر أعرابي امرأة، فقال: كاد الغزال أن يكونها لولا ما تم منها وما نقص منه.

وقال أعرابي في امرأة ودّعها للمسير: والله ما رأيت دمعة ترقرق من عين بإثمد «2» على ديباجة خدّ، أحسن من عبرة أمطرتها عينها فأعشب لها قلبي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015