أتراك معذبنا وتوحيدك في قلوبنا، وما إخالك تفعل! ولئن فعلت لتجمعنّا مع قوم طالما أبغضناهم لك.
الأصمعي قال: سمعت أعرابيا يقول في صلاته: الحمد لله حمدا لا يبلى جديده ولا يحصى عديده، ولا يبلغ حدوده؛ اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره، واجعل القبر خير بيت نعمره، واجعل ما بعده خيرا لنا منه؛ اللهم إن عينيّ قد اغرورقتا دموعا من خشيتك؛ فاغفر الزلة، وعد بحلمك على جهل من لم يرج غيرك.
الأصمعي قال: وقف أعرابي في بعض المواسم فقال: اللهم إن لك عليّ حقوقا فتصدّق بها عليّ، وللناس قبلي تباعات فتحملها عني؛ وقد وجب لكل ضيف قرى «1» ، وأنا ضيفك الليلة، فاجعل قراي فيها الجنة.
قال: ورأيت أعرابيا أخذ بحلقتي باب الكعبة وهو يقول: سائلك عبد بابك ذهبت أيامه، وبقيت آثامه، وانقطعت شهوته، وبقيت تباعته فارض عنه، وإن لم ترض عنه فاعف عنه غير راض.
قال: ودعا أعرابي عند الكعبة، فقال: اللهم إنه لا شرف إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال؛ فأعطني ما أستعين به على شرف الدنيا والآخرة.
قال زيد بن عمر: سمعت طاوسا يقول: بينا أنا بمكة إذا دفعت إلى الحجاج بن يوسف، فثني لي وسادا فجلست، فبينا نحن نتحدث إذ سمعت صوت أعرابي في الوادي رافعا صوته بالتلبية، فقال الحجاج: عليّ بالملبّي. فأتي به، فقال: من الرجل؟
قال: من أفناء «2» الناس. قال: ليس عن هذا سألتك. قال: فعمّ سألتني؟ قال: من أي البلدان أنت؟ قال: من أهل اليمن. قال له الحجاج: فكيف خلفت محمد بن يوسف؟
يعني أخاه، وكان عامله على اليمن؛ قال: خلفته عظيما جسيما خرّاجا ولّاجا. قال:
ليس عن هذا سألتك. قال: فعمّ سألتني؟ قال: كيف خلّفت سيرته في الناس؟ قال: