***************
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
وبعد أتشرف بتقديم هذا الأثر من آثار أستاذنا الجليل العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس إلى هذا الجيل من نشئنا الصاعد ليستمد منه النور والهداية التي لا بد منها لكل مسلم ناشىء ليركز عليها إيمانه حتى تستقيم أخلاقه ويقوّم تفكيره ليثبت أمام زلازل الدهر وتقلبات الزمان. فإذا ضمنا له قوة الإيمان وسلامته ضمنا له كل شيء في الحياة.
وأنا واثق من أن هذه الطريقة السلفية التي سار عليها أستاذنا الإمام في عرض العقيدة الاسلامية هي الطريقة المثلى لأنها تتماشى والفطرة البشرية التي جاء بها القرآن لهداية الناس فكانت من جملة أسرار تأثيره في النفوس التي فهمته وتأثرت به من أول وهلة، وانطلقت من جزيرة العرب، تاركة الأهل والعشيرة والوطن لتبشر برسالة الله وتنشرها في الخافقين مستهينة بكل شيء مستعذبة الموت في سبيلها، فكان النصر حليفها، واندهش العالم للفئة القليلة تقهر الفئات الكثيرة باذن الله،