* رحمة الله بالمؤمن عند الحساب:
والمؤمن لا يناقش الحساب رحمة به وشفقة عليه، لأن من نوقش الحساب عذب، قيل لابن عمر: كيف سمعت رسول الله يقول فى النجوى (?)؟ قال: سمعته يقول: «يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه (?) عليه، فيقول: أعملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقرره (?)، ثم يقول: إنى سترت عليك فى الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطى صحيفة حسناته، وأما الكفار فينادى على رءوس الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين» (?).
عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك» فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ *فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} (?)، فقال: «إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عُذب».
إن لكل نبى حوضًا يشرب هو وأمته منه بعد الموقف، وقبل دخول الجنة، ولنبينا حوض كذلك، ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من