{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (?).
{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (?).
والآيات التى تقرر حرية الإنسان كثيرة جدًا, منها قول الله عزوجل:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} (?).
فأسند العمل الصالح والعمل السىء إلى الإنسان, ولو لم يكن الإنسان حرًا ما أسند إليه الفعل.
وفى موضع آخر من القرآن الكريم يقول الله سبحانه:
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (?).
أى أن الشرور التى تعرض للإنسان إنما هى أثر من آثار عمله ونتاج اختياره وتصرفه.
وإن القرآن الكريم ليتحدث عن المفاسد والجرائم التى تحيط بالناس, فيبين أنها ليست من صنع الله, وإنما هى من عمل البشر.
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (?).
وهذا الذى يُقرره القرآن الكريم, هو ما يشعر به الإنسان من نفسه, فهو يشعر بأنه يمارس أعماله الإرادية بمحض إرادته واختياره, فهو يفعل منها ما يشاء,