خَلَقَ الْجَانَّ أَبَا الْجِنِّ قَبْلَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَصَنَعَتْ كَمَا صَنَعُوا فَأَكَلَا وَشَرِبَا فَشَكَتْ بُطُونُهُمَا حَتَّى تَبَرَّزَا، فَقَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَيْسَ لِي فِي الدُّنْيَا حَاجَةٌ إِنْ لَمْ يُعَجِّلْنِي رَبِّي إِلَى الْجَنَّةِ فَطَالَ حُزْنِي عَلَى مَا فَاتَ مِنْهَا، ثُمَّ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: احْجُجْ بِنَا يَا آدَمُ فَحَجَّ مُسْتَغِيثًا بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا قَضَى نُسُكَهُ، قَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: بَرَّ حَجُّكَ يَا آدَمُ قَدْ حَجَجْنَا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ فَلَمْ يَقْرَبْ آدَمُ، حَوَّاءَ وَلَمْ يَمَسَّهَا وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ اسْتِحْيَاءً مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى نَادَاهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَأَتْبَعَ التَّلْبِيَةَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ يَا رَبِّ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعَمِّرَ بِلَادِي مِنْ نَسْلِكَ فَكَانَ آدَمُ يَأْتِي حَوَّاءَ بِالْغَدَاةِ وَتَضَعُ بِالْعَشِيِّ تَوْأَمَيْنِ "