اللَّهُ تَعَالَى وَاحْتَالَ لَهُمَا فَلَمَّا انْقَضَى الْقَدَرُ أَمَرَهُ تَهَيَّأَ لِحَوَّاءَ فِي جَوْفِ الْحَيَّةِ فأَرَاهَا أَنَّهُ يَأْكُلُ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا آدَمَ وَحَوَّاءَ فَقَالَتْ حَوَّاءُ: إِنَّ هَذِهِ لَمَعْصِيَةٌ فَلِمَ تَأْكُلُ مِنْهَا يَا إِبْلِيسُ؟ فَقَالَ لَهَا إِبْلِيسُ: لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ أَطْيَبُ مِنْهَا وَآكِلُهَا مُخَلَّدٌ وَإِنَّمَا مَنَعَكُمَا رَبُّكُمَا لِطِيبِهَا وَخُلُودِهَا فَقَاسَمَهُمَا لَئِنْ أَكَلْتِ لَتَخْلُدِنَّ وَإِنِّي لَكُمَا لِمَنَ النَّاصِحِينَ فَأَكَلَتْ، ثُمَّ أَتَتْ آدَمَ فَقَالَتْ لَهُ: كُلْ فَقَدْ أَكَلْتُ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ رَبِّي أَنْ أَعْصِيَهُ فَلَمْ تَزَلْ تُرَاوِدُهُ وَالْحَيَّةُ حَتَّى أَخَذَتْ ثَلَاثَ حَبَّاتٍ فَأَكَلَهَا وَأَتْبَعَتْهَا حَوَّاءُ بِسَبْعٍ فَصَارَتْ عَشْرَ حَبَّاتٍ، فَلَمَّا أَلْقَاهَا فِي فِيهِ نَادَاهُ اللَّهُ تَعَالَى يَا آدَمُ، فَأَتْبَعَ التَّلْبِيَةَ ثَلَاثًا لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَأَلْقَى السَّبْعَ مِنْ فِيهِ ثُمَّ نَكَّسَ رَأْسَهُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقَالَ: أَسْتَحِي مِنْكَ لِعِصْيَانِي يَا رَبِّ، فَقَالَ: أَلَمْ أَخْلُقْكَ بِيَدِيَّ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لِمَلَائِكَتِي تَسْجُدُ لَكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ قَالَ: أَلَمْ تَكُنْ جَارِي فِي بُحْبُوحَةِ جَنَّتِي؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَعْصِيَتِي؟ قَالَ: حَوَّاءُ سَوَّلَتْ لِي يَا رَبِّ قَالَ: اخْرُجْ مِنْ جِوَارِي فَبِي حَلَفْتُ لَا يُجَاوِرُنِي مَنْ عَصَانِي فَأَمَرَ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِإِخْرَاجِهِ وَنَزْعِ كَرَامَتِهِ مِنْهُمَا، فَجَاءَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ مُكِبٌّ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ: يَا آدَمُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَانْزَعْ كَرَامَةَ الرَّحْمَنِ وَاخْرُجْ مِنْ جِوَارِهِ فَذَهَبَ يَرْفَعُ رُأْسَهُ فَتَعَلَّقَ بِشَجَرَةٍ فَقَالَ: الْعَفْوَ الْعَفْوَ يَا أَهْلَ الْعَفْوِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَهَا، ثُمَّ وَضَعَ جَبْرَئِيلُ عَنْهُ التَّاجَ وَنَزَعَ مِنْهُ كَرَامَةَ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَتَعَرَّى هُوَ وَحَوَّاءُ بَعْدَ نَزْعِ جَبْرَئِيلَ كَرَامَةَ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُمَا وَطَفِقَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015