بمعنى السجود لها والركوع، ولكنهم عبدوها بمعنى الاتباع والطاعة. وهي عبادة تخرج صاحبها من عبادة اللّه ومن دين اللّه (?).

واللّه - سبحانه - يوجه رسوله - صلى الله عليه وسلم - لمجابهة أهل الكتاب بهذا التاريخ، وبذلك الجزاء الذي استحقوه من اللّه على هذا التاريخ .. كأنما هم جيل واحد بما أنهم جبلة واحدة .. يوجهه ليقول لهم: إن هذا شر عاقبة: «قُلْ: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ» ..

أي شر من نقمة أهل الكتاب على المسلمين، وما يكيدون لهم وما يؤذونهم بسبب إيمانهم. وأين نقمة البشر الضعاف من نقمة اللّه وعذابه، وحكمه على أهل الكتاب بالشر والضلال عن سواء السبيل: «أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً، وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ» .. (?)

وفال تعالى:: «وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ. كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ» .. وما تزال طوائف اليهود متعادية. وإن بدا في هذه الفترة أن اليهودية العالمية تتساند وتوقد نار الحرب على البلاد الإسلامية وتفلح! ولكن ينبغي ألا ننظر إلى فترة قصيرة من الزمان ولا إلى مظهر لا يشتمل على الحقيقة كاملة. ففي خلال ألف وثلاثماثة عام .. بل من قبل الإسلام .. واليهود في شحناء وفي ذل كذلك وتشرد. ومصيرهم إلى مثل ما كانوا فيه. مهما تقم حولهم الأسناد. ولكن مفتاح الموقف كله في وجود العصبة المؤمنة، التي يتحقق لها وعد اللّه .. فأين هي العصبة المؤمنة اليوم، التي تتلقى وعد اللّه، وتقف ستارا لقدر اللّه، ويحقق اللّه بها في الأرض ما يشاء؟

ويوم تفيء الأمة المسلمة إلى الإسلام: تؤمن به على حقيقته وتقيم حياتها كلها على منهجه وشريعته .. يومئذ بحق وعد اللّه على شر خلق اللّه .. واليهود يعرفون هذا، ومن ثم يسلطون كل ما في جعبتهم من شر وكيد ويصبون كل ما في أيديهم من بطش وفتك، على العصبة المؤمنة في كل شبر من الأرض، ويضربون - لا بأيديهم - ولكن بأيدي عملائهم - ضربات وحشية منكرة لا ترعى في العصبة المؤمنة إلّا ولا ذمة .. ولكن اللّه غالب على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015