الدول الصليبية في أرجاء الأرض للإجهاز على الخلافة ثم كان الاستعمار الذي يخفي الصليبية بين أضلاعه فتبدو في فلتات لسانه ثم كان التبشير الذي مهد للاستعمار وسانده، ثم كانت وما تزال تلك الحرب المشبوبة على كل العصبة المؤمنة في أي مكان في الأرض .. وكلها حملات يشترك فيها اليهود والنصارى والكفار والوثنيون ..

وهذا القرآن جاء ليكون كتاب الأمة المسلمة في حياتها إلى يوم القيامة. الكتاب الذي يبني تصورها الاعتقادي، كما يبني نظامها الاجتماعي، كما يبني خطتها الحركية .. سواء .. وها هو ذا يعلمها ألا يكون ولاؤها إلا للّه ولرسوله وللمؤمنين وينهاها أن يكون ولاؤها لليهود والنصارى والكافرين. ويجزم ذلك الجزم الحاسم في هذه القضية، ويعرضها هذا العرض المنوع الأساليب.

إن هذا الدين يأمر أهله بالسماحة، وبحسن معاملة أهل الكتاب والذين قالوا: إنهم نصارى منهم خاصة

ولكنه ينهاهم عن الولاء لهؤلاء جميعا .. لأن السماحة وحسن المعاملة مسألة خلق وسلوك. أما الولاء فمسألة عقيدة ومسألة تنظيم. إن الولاء هو النصرة. هو التناصر بين فريق وفريق ولا تناصر بين المسلمين وأهل الكتاب - كما هو الشأن في الكفار - لأن التناصر في حياة المسلم هو - كما أسلفنا - تناصر في الدين وفي الجهاد لإقامة منهجه ونظامه في حياة الناس ففيم يكون التناصر في هذا بين المسلم وغير المسلم. وكيف يكون؟!

إنها قضية جازمة حاسمة لا تقبل التميع، ولا يقبل اللّه فيها إلا الجد الصارم الجد الذي يليق بالمسلم في شأن الدين .. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015