وما يكلف اللّه الفئة المؤمنة هذا التكليف، إلا وهو يعلم أن فطرتها تطيقه - فاللّه لا يكلف نفسا إلا وسعها - وإنه لمن رحمة اللّه بعباده أن أودع فطرتهم هذه الطاقة العالية من التجرد والاحتمال وأودع فيها الشعور بلذة علوية لذلك التجرد لا تعدلها لذائذ الأرض كلها .. لذة الشعور بالاتصال باللّه، ولذة الرجاء في رضوان اللّه، ولذة الاستعلاء على الضعف والهبوط، والخلاص من ثقلة اللحم والدم، والارتفاع إلى الأفق المشرق الوضيء. فإذا غلبتها ثقلة الأرض ففي التطلع إلى الأفق ما يجدد الرغبة الطامعة في الخلاص والفكاك. (?)