«لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ».فهو كما كانوا يدعون يسحرهم، ويغلب عقولهم، ويفسد حياتهم. ويفرق بين الوالد وولده، والزوج وزوجه. ولقد كان القرآن يفرق نعم ولكن بفرقان اللّه بين الإيمان والكفر، والهدى والضلال. كان يستخلص القلوب له، فلا تحفل بوشيجة غير وشيجته. فكان هو الفرقان. «وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ».وهي مهاترة لا تليق. ولكنه العجز عن المواجهة بالحجة والمقارعة بالبرهان، ينتهي إلى المهاترة، عند من يستكبر على الإيمان.
ولقد كانوا يلغون بقصص إسفنديار ورستم كما فعل مالك بن النضر ليصرف الناس عن القرآن. ويلغون بالصياح والهرج. ويلغون بالسجع والرجز. ولكن هذا كله ذهب أدراج الرياح وغلب القرآن، لأنه يحمل سر الغلب، إنه الحق. والحق غالب مهما جهد المبطلون! (?)
وفي هذا الكتاب كثير من التوجيهات الهامة للعصبة المؤمنة في كل زمان ومكان أن تعتصم بهدى الله تعالى، وتتمسك بحبله المتين، وأن تبتعد عن مكر أعداء الإسلام من الإنس والجن.
أسأل الله تعالى أمن ينفع به جامعه وقارئه وناشره والدال عليه في الدارين
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)} [آل عمران: 100 - 101]
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في يوم الأربعاء 5 ذو القعدة 1431 هـ الموافق ل 13/ 10/2010 م