فتبييتهم الغدر والخيانة لن يمنحهم فرصة السبق، لأن اللّه لن يترك المسلمين وحدهم، ولن يفلت الخائنين لخيانتهم. والذين كفروا أضعف من أن يعجزوا اللّه حين يطلبهم، وأضعف من أن يعجزوا المسلمين واللّه ناصرهم.
فليطمئن أصحاب الوسائل النظيفة - متى أخلصوا النية فيها للّه - من أن يسبقهم أصحاب الوسائل الخسيسة.
فإنما هم منصورون باللّه الذي يحققون سنته في الأرض، ويعلون كلمته في الناس، وينطلقون باسمه. يجاهدون ليخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة اللّه وحده بلا شريك.
ولكن الإسلام يتخذ للنصر عدته الواقعية التي تدخل في طوق العصبة المؤمنة فهو لا يعلق أبصارها بتلك الآفاق العالية إلا وقد أمن لها الأرض الصلبة التي تطمئن عليها أقدامها وهيأ لها الأسباب العملية التي تعرفها فطرتها وتؤيدها تجاربها وإلا إذا أعدها هي للحركة الواقعية التي تحقق هذه الغايات العلوية (?)