هم فيه خدعة أنهم مسلمون اعتقادا وتعبدا. فإن هذا وحده لا يجعل الناس «مسلمين» ما لم يتحقق لهم أنهم يفردون اللّه سبحانه بالحاكمية، ويرفضون حاكمية العبيد، ويخلعون ولاءهم للمجتمع الجاهلي ولقيادته الجاهلية.

إن كثيرا من المخلصين الطيبين تخدعهم هذه الخدعة .. وهم يريدون لأنفسهم الإسلام ولكنهم يخدعون عنه. فأولى لهم أن يستيقنوا صورة الإسلام الحقيقية .. والوحيدة .. وأن يعرفوا أن المشركين من العرب الذين يحملون اسم «المشركين» لم يكونوا يختلفون عنهم في شيء! فلقد كانوا يعرفون اللّه بحقيقته - كما تبين - ويقدمون له شفعاء من أصنامهم. وكان شركهم الأساسي يتمثل - لا في الاعتقاد - ولكن في الحاكمية! وإذا كان ينبغي للطيبين المخلصين الذين يريدون أن يكونوا مسلمين، أن يتبينوا هذه الحقيقة، فإن العصبة المؤمنة التي تجاهد لإعادة نشأة هذا الدين في الأرض في عالم الواقع يجب أن تستيقن هذه الحقيقة بوضوح وعمق ويجب ألا تتلجلج فيها أي تلجلج ويجب أن تعرّف الناس بها تعريفا صريحا واضحا جازما .. فهذه هي نقطة البدء والانطلاق .. فإذا انحرفت الحركة عنها - منذ البدء - أدنى انحراف ضلت طريقها كله وبنت على غير أساس مهما توافر لها من الإخلاص بعد ذلك والصبر والتصميم على المضي في الطريق! (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015