أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَالِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: " زَعَمَتِ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَهُوَ مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَيْ بِنْتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتُبَخِّلُونَ وَتُجَبِّنُونَ وَتُجَهِّلُونَ وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللهِ سُبْحَانَهُ» قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ يُرِيدُ أَنَّهُمْ يَحْمِلُونَ الرَّجُلَ عَلَى الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى الْجَهْلِ حُبًّا لَهُمْ وَشَفَقَةً عَلَيْهِمْ. قَاَل أَبُو سُلَيْمَانَ وَأَنْشَدَنِي أَبُو عُمَرَ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ:
[البحر البسيط]
لَوْلَا أُمَيْمَةُ لَمْ أَجْزَعْ مِنَ الْعَدَمِ ... وَلَمْ أُجِبْ فِي اللَّيَالِي حِنْدِسَ الظُّلُمِ
وَزَادَنِي حَذَرًا لِلْمَوْتِ مَعْرِفَتِي ... ذُلَّ الْيَتِيمَةِ يَجْفُوهَا ذَوُو الرَّحِمِ
تَهْوَى حَيَاتِي وَأَهْوَى مَوْتَهَا شَفَقًا ... وَالْمَوْتُ أَكْرَمُ نَزَّالٍ عَلَى الْحُرَمِ
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ وَأَنْشَدَنِي ابْنُ الزِّيبَقِيِّ قَالَ: أَنْشَدَنَا الْكُدَيْمِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْأَصْمَعِيُّ لِأَعْرَابِيٍّ:
[البحر الوافر]
لَقَدْ زَادَ الْحَيَاةَ إِلَيَّ حُبًّا ... بَنَاتِي إِنَّهُنَّ مِنَ الضِّعَافِ
مَخَافَةَ أَنْ يَذُقْنَ الْفَقْرَ بَعْدِي ... وَأَنْ يَشْرَبْنَ رَنْقًا بَعْدَ صَافِي
وَأَنْ يَعْرَيْنَ إِنْ كُسِيَ الْجَوَارِي ... فَتَنْبُو الْعَيْنُ عَنْ كُرُمٍ عِجَافِ
قَالَ وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْأَدَبِ لِأَعْرَابِيٍّ:
[البحر الطويل]
-[38]-
وَإِنِّي لَأَهْوَى وَهُوَ يَغْتَالُ مُدَّتِي ... مُرُورَ اللَّيَالِي كَيْ يَشِبَّ حَكِيمُ
مَخَافَةَ أَنْ يَغْتَالَنِي الْمَوْتُ دُونَهُ ... فَيَغْشَى بُيُوتَ الْحَيِّ وَهُوَ يَتِيمُ