وفى قصة النملة {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (النمل:18)
ترى فى مقالتها الحكمة ممزوجة بالعلم، ولا ترى فى مقالة (الهدهد) إلا أظهار العلم فى ثوب فخر، فكانت مقالة (النملة) أعلقَ بمقصود السورة، فالاعتداد فى التسمية ليست فى قلة ذكر ما سُمِّيَ به أو كثرته. فالامر مرجعه إلى إنباء الاسم عن وَسْمِ السورة.
وقد يكون للسورة الواحدة أكثرمن اسم توقِيفيّ، كما فِي سُورة (الفاتحة) (?) وكثرة الاسماء التوقيفية آيَةٌ على عِظمِ مقصودِها، فإنَّ كلَّ اسمٍ من أسمائها ناظرٌ إلى وجه من وجوه مقصودِها، وهذا له أصول تصلح لإقامة علم فقه أسماء سور القران الكريم، وذلك وحده جدير بأن يفرغ له بعض أهل العلم لمدارسته وتحقيقه.
***
- فاتحة السورة وخاتمتها:
لم يشأِ الله - عز وجل - أن يجعل القرآن الكريم كلّه سورة واحدة بل جعله سورًا تتفاوت في عدد آياتها وكلماتها،وجعل لكلّ سورة مطلع تلاوة ومقطعها، فهل لذلك علاقة بالغة بمقصود السورة الأعظم؟.
? الفاتحة والمطلع: (?)