وقد تكرَّر الحديث عن الموت فى هذه السور الفاصلة على نحو ظاهر، وصدرت سور منها بالحديث عن الموت والبعث: سورة (الأنبياء، والحج) وجاءت سورة (سبأ) تتلوها سورة (فاطر) دون فاصل، لأنَّه ليس بين (الإيجاد الثاني: سبأ) والإبقاء الثانى: (فاطر) مهلة، فلم يقتضِ المقامُ الفصلَ بينهما. (?)

وهذه الإشارة الإجمالية لمقضيات الفصل وعدمه بين السور المفتتحة بالحمد تفتقر إلى مزيد من التفصيل في بحث مستقل مبسوط؛ لتبين لنا مقدار صحة هذا التصور في حركة التّدبّر، فإذا ما تجلَّت معالم ذلك زاد العِرفان التفصيليّ، وانتقلنا من طور المعرفة الإجمالية إلى طور المعرفة التفصيلية بأنَّ ترتيب السور على لاحب السياق القرآنى كُلِّه إنَّما هو فى غاية الإحكام والاتساق وأنَّ كلَّ سورة لها موقعها على مدرجة السياق القرآني لا يتأتى التقديم والتأخير، فيكون في هذا دفعًا لمقالة الذاهبين إلى أن ترتيب بعض السور اجتهاد، وليس توقيفًا،وهم يعتمدون في هذا على قرائن لا تثبت عند المناقشة والمناقدة (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015