فُصِلَ بين سورة (أمّ الكتاب) وسورة (الأنعام) بأربع سور، وبين سورة (الأنعام) وسورة (الكهف) بإحدى عشرة سورة، وبين سورة (الكهف) وسورة (سبأ) بخمسَ عشرة سورة، ولم يكن بين سورة (سبأ) وسورة (فاطر) فاصل، فليس لنا إلاَّ أن نعمد إلى السعي إلى تدبر واستبصار شيء من حكمة البيان القرآني على هذا الوجه من النّسق الترتيليّ، وأسلافنا الأماجد كان منهم سعْيٌ إلى ذلك:

يقول السعد التفتازانى (ت 792) في مفتتح شرحه التلويح في أصول الفقه: الحمد يكون على النعمة وغيرها، فالله تعالى يستحق الحمد أولا بكمال ذاته وعظمة صفاته وثانيا بجميل نعمائه وجزيل آلانه ...

نعمة الله - سبحانه وتعالى - على كثرتها ترجع إلى إيجاد وإبقاء أولا، وإيجاد وإبقاء ثانيا ...

أشير في الفاتحة إلى جميع النعم، وفي "الإنعام " إلى الإيجاد وفى (الكهف) إلى الإبقاء اولاً، وفى (سبأ) إلى الإيجاد وفى (الملائكة) إلى الإبقاء ثانيًا. (?)

وهذا الذي قاله السعد فيه إجمال (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015