إنَّ في هذه الكلمة "طنًا" على الأقلّ من الأثقال، ولو أنَّك قلت:" تثاقلتم" (?) لخفَّ الجرسُ، ولضاع الأثر المنشود، ولتوارت الصورة المطلوبة التي رسمها هذا اللفظ واستقلّ برسمها» (?)

أن الإصغاء إلى جرس هذه الكلمة في صحبة استحضار معنى النداء عليهم بهذه الصفة (آمنوا) وهذا السؤال المرعب كلَّ قلبٍ ذاق طعم الإيمان، وهذا الحذف للمراد النفرة إليه (انفروا في سبيل الله) وكأنه قيل: انفروا في سبيل إلله إلى رضوانه وجناته حيث ما لاعين رأت ولا أذن سمعت، إلى لقائه والنظر إليه ... واستحضار ما يفيض من السؤال المفعم بالتنبيه على الضلالة (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة) أيفعلها من ذاق قلبه طعم الإيمان؟!! فالرضا لا يكون إلا عن علم واطمئنان قلب إلى ما رضي به.

كلّ ذاك في صحبة جرس هذه الكلمة الذي يملأ القلب المعافى من الغفلة فزعًا، فلا يرضى إلا بأن ينفر في سبيل الله - سبحانه وتعالى - إلى حيث يرضى ويتجلى بأنواره ومحبته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015