وهذان النوعان تراهما في كلماء البلغاء لا يستعصي عليهم التبريز فيهما، وكلام " الرافعي" فيهما مجمل،
والصوت الثالث: «صوت الحس» وهو لا يكون إلا من دقة التصوير المعنوي، والإبداع في تلوين الخطاب ومجاذبة النفس مرة وموادعتها مرة، واستيلائها على محض بما يورد عليها من وجوه البيان أو يسوق إليها من طرائف المعاني.
وهذ الصوت أبلغ الأصوات شأنا وعلى مقدارما يكون في الكلام البليغ منه يكون فيه من روح البلاغة.
وهذا الصوت قد خلت لغة العرب في لسانهم من صريحه وانفرد به القرآن الكريم. وهذا ما يجعلك، وانت تقرأ القرآن الكريم «تحس من حروفه وأصواتها وحركاتها ومواقع كلماتها وطريقة نظمها ومداورتها للمعنى بأنّه كلام يخرج من نفسك وبأن هذه النفس قد ذهبت مع التلاوة أصواتًا واستحال كلّ ما فيها من قوة الفكر والحسّ إليها،وجرى فيها مجرى البيان، فصرت كأنّك على الحقيقة مطويٌّ في لسانك (?) ،