وبيان مصور (يحسبه الظمآن ماء) أرأيت إلى تلك الكلمة المصورة ما هو آخذ بخناق الحاسب (?) .
وهذا منهج عالٍ من مناهج إدراك الفروق بين نمطين من البيان.
الرمانيّ لم يجرد هذا البيان العاري من البلاغة، فإنَه ناظر إلى قوله (يحسبه) وهي كلمة لا تقال إلا في مقام الدلالة على أنَّ هذا من ظلمات الخطأ او الخطيئة،وكذلك هي في البيان القرآنيّ لا تأتي إلا دالة على أن ما كان ليس بحق أو ليس بنافع. وناظر إلى قوله (ثُمَّ يظهر أنّه ... )
يقول: «لو قيل: يحسبه الرائي ماءً، ثُم يظهر أنّه على خلاف ما قدّر لكان بليغًا»
وكأنَّه يهدينا إلى أن البيان العاري من التصوير لا يفقد كل عناصر بلاغته، فإنَّ عناصرها كثيرة. وهذا منهج في التقويم دقيق.