هذا علاوة على أن الذى أخبرنا بأنَّ الأرض خاشعة وهامدة فى جدبها ومهتزة رابية فى خصبها إنّما هو الذى خلق هذه الأرض وعلم حالها، فاذا وصفها لم يكن وصفه لها إلا كشفاً لحقيقتها، فالذى علم حالها - جل جلاله - قبل نزول الماء عليها وعلم معنى الخشوع والهمود على حقيقته هو الذى وصف حالها هذا بالخشوع والهمود والذى علم حالها بعد نزول المطر وعلم حقيقة الاهتزاز والربو والحياة هو الذى وصفها بذلك بعد، ولو أنه علم بأنّ ذلك هو الحق المطلق لما وصفها بشىء من ذلك في حاليها. (?)

ولا يقال إنَّ الله - سبحانه وتعالى - خاطبنا بما نعرف، ولم يخاطبنا بما يعلم مما لانعرف، فهو مجاز بناء على ما نعرف لا بناء على ما هو معلوم عند الله - جل جلاله -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015