في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن الكرسي بما فيه بالنسبة إلى العرش كتلك الحلقة في تلك الفلاة" 1.
فالحديث كما أسلفنا دليل واضح على سعة العرش وعظم خلقه.
وأما مقدار ذلك وتلك السعة لا يعلمها إلا الله- تعالى-.
قال عبد الله بن عباس- رضي، الله عنهما-: "الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدره إلا الله- تعالى- "2.
والعرش يمتاز مع كبر حجمه وسعته، بكونه أثقل المخلوقات، وزنته أثقل الأوزان،. جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجويرية: "لقد قلت بعدك أربع كلمات مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته "3.
قال ابن تيمية: "فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان"4.
رابعا: العرش داخلا فيما يقبض ويطوى:
لقد خص الله- سبحانه وتعالى - العرش بخصائص منها ما انفرد بها العرش عن غيره من المخلوقات، ومنها ما اشترك بها العرش مع بعض المخلوقات الأخرى، ولقد سبق الحديث عن بعض الخصائص التي