وقد دفع هذا الأمر الكثير من علماء السلف- ومن ضمنهم: محمد ابن عثمان بن أبي شيبة- إلى التصدي لهذه الفرقة بالرد عليها، وبيان ضلالها وانحرافها، وبطلان عقائدها وفسادها، فظهرت في هذه الحقبة الزمنية- القرن الثالث- الكثير من مؤلفات السلف، التي ترد على هذه الفرقة الزائغة، وأفكارها المنحرفة، التي لا تتفق مع الكتاب والسنة، ولا مع نصوصها الصريحة الواضحة التي ليلها كنهارها.

وقد وصلنا العديد من هذه الردود التي ألفت في ذلك القرن، وقد كان منها كتاب"الرد على الجهمية" للإمام أحمد بن حنبل (241 هـ) ، و"الرد على الجهمية" لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (256 هـ) ، و"الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة" لعبد الله بن مسلم ابن قتيبة (276 هـ) ، و"الرد على الجهمية"، و"الرد على بشر المريسي" لعثمان بن سعيد الدارمي (280 هـ) ، وغيرها من الكتب الكثيرة التي يصعب حصرها.

وهذا العدد الكبير من المؤلفات التي ألفت في هذه المدة يشعرنا بأهمية هذه المؤلفات، وعظم السبب الذي ألفت من أجله.

رابعا: توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف:

إن توثيق نسبة"كتاب العرش" إلى المؤلف هو أمر واضح جلي، لا يحتاج معه الباحث إلى كبير جهد أو عناء.

وذلك لأن جميع المصادر التي ذكرت الكتاب أو التي اقتبست منه قد اتفقت على نسبة الكتاب إلى المؤلف، وعلى أنه كان من ضمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015