والبحر الأحمر الذي يفصل بين شبه الجزيرة من جهة والقارة الإفريقية من جهة أخرى يمثل في الواقع الجزء الأكبر من أخدود أو هبوط أرضي حدث في العصر الجيولوجي الثالث, ويعتبر في ضوء هذه الحقيقة امتدادا طبيعيا لوادي الأردن والبحر الميت ووادي عربة من ناحية الشمال. أما ساحله الذي تطل عليه شبه الجزيرة فأغلب مناطقه من الشعب أو الصخور المرجانية المتشعبة التي لا تصلح لأن تقوم فيها موانئ لرسو السفن مما صعب الملاحة وحدا بالعرب إلى أن يديروا ظهرهم لهذا البحر بشكل عام. وأخيرا ففي أقصى الجنوب من هذا البحر توجد أضيق أماكنه وهي المنطقة المعروفة باسم مضيق "باب المندب" الذي ينتشر فيه عدد من الجزر فتجعل الانتقال بين الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة وبين الشاطئ الإفريقي أمرا ميسورا، وقد كان هذا بالفعل هو سبب الاتصال الوثيق بين اليمن والحبشة في الفترة التي نحن بصدد الحديث عنها, سواء أكان اتصالا وديا في مجال النشاط التجاري والثقافي أم نشاطا عدائيا في مجال التدخل السياسي أو الغزو والسيطرة العسكرية.

أما الحدود الشمالية والشمالية الشرقية لشبه الجزيرة فهي المنطقة الصحراوية التي تمتد بين وادي الرافدين والمنطقة السورية, والتي تقع إلى جنوبي امتداد الهلال الخصيب. والقسم الشرقي من هذه المنطقة وهو القسم المتاخم لوادي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015