سكان السواحل الهندية المقابلة لهذه المنطقة العربية "وهو أمر جاء، على ما يبدو، نتيجة لتعامل تجاري أدى إلى قدر من الاختلاط العنصري بين المنطقتين، كما نجد تشابها في بعض الملامح بين سكان تهامة والقسم الجنوبي الغربي من شبه جزيرة العرب وبين سكان القرن الإفريقي. كذلك أثبتت بقايا العظام التي عثر عليها المنقبون الأثريون في المقابر البابلية والآشورية تباينا في الخصائص الجسمانية في داخل كل منطقة من المناطق التي عثر فيها على هذه العظام، وما يقال عن هذه الشعوب يصدق على العبرانيين "أو اليهود إذا أخذنا بالتسمية الدينية لهم" فهناك اختلاف في الملامح فيما بينهم رغم ما عرف, وما يزال يعرف عنهم من الحرص على التزاوج فيما بينهم5.

وفي الواقع, فإن علماء الأجناس قد انتهوا منذ أواسط القرن الحالي إلى أن الحديث عن نقاء الأجناس البشرية قد أصبح في حقيقة الأمر "خرافة علمية" حسب تعبير أحد علماء الأنثروبولجيا المعاصرين6. وفي هذا المجال فلعل أقرب ما يمكن أن يقال في موضوع الجنس أو العنصر إلى الصواب هو أنه قد وجدت أجناس نقية فعلا في يوم من الأيام، ولكن هذه الأجناس بدأت في الاختلاط منذ بدء الحياة البشرية وبشكل أكثر بكثير مما نتصور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015