وجود الذهب ومعادنه "مناجمه" في اليمن وإلى وجود صناعة نسيج قوية بها، إلا أننا نجد أحد الكتاب اليونان يذكر لنا أن ميناء أبولوجوس "أُبُلّه" الفارسية كانت تصدر إلى اليمن عددًا من السلع من بينها الأقمشة والذهب70 "وأغلب الظن أن هذا لم يكن ذهبا خاما، ولكنه ذهب قد تمت صياغته".

أما عن تفسير هذا التناقض فأغلب الظن أنه يكمن في النظرة التي كان ينظر بها العرب إلى العمل اليدوي. فرغم أنهم كانوا بحاجة إلى السلع المصنوعة ذاتها، ورغم تغنيهم بها في أشعارهم، إلا أنهم كانوا يعتبرون ممارسة العمل في صنع هذه السلع أمرًا متدنيًا في قيمته كمهنة يحترفونها إذ "لا يليق بالعربي الشريف الحر" على حد تعبير باحث معاصر "أن يكون صانعًا؛ لأن الصناعة من حرف العبيد والخدم والأعاجم والمستضعفين من الناس" وهي نظرة يبدو أنها استمرت بين عرب شبه الجزيرة في العصر الإسلامي, إذ نجد أحد الكتاب المسلمين في هذا العصر يذكر لنا عن أحد المعادن "المناجم" أن به ألوفًا من المجوس الذين يعملون المعدن حتى إنه كان لهم بيتا نار للعبادة في ذلك المكان71.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015