سواء للنسيج اليماني أو للمهارة في هذه الصناعة68.
ويبقى في نهاية الحديث عن الصناعة وما يتصل ببعض جوانبها من تعدين تساؤل هو: إلى أي حد نظر سكان شبه الجزيرة العربية إلى هذا المورد بعين الاهتمام؟ وإلى أي حد كان استغلالهم له؟ وهل وصل هذا الاستغلال للقدر الذي يجعل المصنوعات سلعًا للتصدير تسهم في زيادة دخل المجتمع أو المجتمعات التي وجدت في شبه الجزيرة؟ إن الإجابة على هذا التساؤل لا يمكن إلا أن تكون مختلطة ومتداخلة. فالشواهد التي عرضت طرفًا منها تدل على قدر غير قليل من الاهتمام بهذا المورد وباستغلاله. وقد وصل هذا الاستغلال في بعض الأحيان إلى تصدير بعض السلع على الأقل من منطقة إلى أخرى، في داخل شبه الجزيرة العربية، مثل السيوف اليمانية والنسيج اليماني، وهما سلعتان يبدو من أشعار الجاهليين أنهما كانتا تصلان من اليمن إلى بقية مناطق شبه الجزيرة.
كذلك فنحن نجد أن نشاط التعدين أو الصناعة لم يكن على نفس المستوى في الأقسام المختلفة من شبه الجزيرة. وفي هذا الصدد يذكر لنا الكاتب اليوناني أرتميدوروس في وصفه لسكان المنطقة التي تقع إلى شمالي سبأ أن بعض هؤلاء السكان يحصلون على الذهب في هيئة كتل أو كرات صغيرة عن طريق الحفر "يقصد التعدين بالضرورة" وهم إما أن يأخذوا هذه الكرات كما هي