على الطريق التي نحن بصدد الحديث عنها. وقد سبق أن رأينا من بين ما عثر عليه من آثار هذا الموقع سوقًا تجارية كاملة تضم مخازن تجارية وطرقًا ونزلًا لمبيت التجار، كذلك تدل بعض هذه الآثار، ومنها مقابض أبواب من البرونز على شكل رأس أسد، على قدر من الثراء والترف يصلح مؤشرا إلى مدى النشاط الاقتصادي على هذه الطريق التجارية التي كانت تحمل طيوب العربية الجنوبية إلى وادي الرافدين. هذا وحين كانت أحمال الطيوب تصل إلى جرهاء كانت تنقل بعد ذلك إلى وادي الرافدين إما برا، وإما في قوارب تبحر في الخليج حتى تصل إلى نهر الفرات ومن هناك تستأنف رحلتها البرية إلى حيثما توجد أسواق المنطقة39.
الطريق البرية الثالثة التي تخترق شبه الجزيرة عرضا تبدأ من مكة وتنتهي إلى وادي الرافدين. ودليلنا التاريخي على ذلك هو إبرام القرشيين لاتفاق مع الإمبراطور الفارسي كما أشرت في مناسبة سابقة، وهو اتفاق كان هدفه تأمين تجارة القرشيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الفرس، ومن ثم يشير إلى وجود مثل هذه الطريق. وفي الواقع فإن هناك آثارًا لا تزال باقية حتى