فيه الكاتب الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية ضمن وصفه لسواحل البحر، هو نوع من الكتب التي كان يطلق عليها كتب الطواف periploi والتي كانت تظهر من حين لآخر في العصر اليوناني الروماني كدليل للملاحين والتجار، يعرفهم بالمدن التي يمرون بها أو يرسون في موانئها. وظهور هذا الكتاب يدل على مدى النشاط التجاري بين الدول المتأغرقة وبين الجزيرة العربية بالدرجة التي جعلت هذا الظهور أمرا واردا. والجديد الذي يقدمه هذا الكتاب في مجال الاهتمام بشئون شبه الجزيرة هو التفصيل الذي يعمد إليه الكاتب في وصف مناطق الطيوب والتوابل، وبخاصة منطقة سبأ التي يسهب في وصف مواردها وثروتها وحياة البذخ التي كان يمارسها سكانها، أو بالأحرى التي كانت تمارسها الطبقة الأرستقراطية من هؤلاء السكان17.

أما الكاتب الثالث الذي يمثل هذه المرحلة فهو أرتميدوروس artemidoros "اشتهر بين 104 و 101 ق. م" الذي أقام بعض الوقت في الإسكندرية وحرر فيها عددا من الكتابات تناول في بعضها شئون شبه الجزيرة العربية بصورة تهدف إلى تعريف الرجل المثقف بشئون المنطقة، وهو ينقل كثيرا عن أجاثار خيدس ويتبع طريقته في تفصيل المعلومات عن أقسام شبه الجزيرة، ولكنه يزيد عليها قدرًا لا بأس به من التفاصيل والمعلومات الجديدة، ففيما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015