"طييعة" و"طيافة" والنسبة في هذه الأشكال هي إلى قبيلة "طي" العربية المعروفة التي يذهب أحد الباحثين إلى أنها كانت قد أصبحت في وقت تدوين التلمود من أشهر القبائل العربية وأعظمها قوة بحيث غلب اسمها على بقية أسماء القبائل العربية, فأصبح هذا الاسم يطلق على بقية هذه القبائل المجاورة46.

وأختم الحديث بعرض أمثلة سريعة من حديث التلمود عن العرب وحياتهم وعاداتهم. ففي مجال العقائد والعبادات يذكر هذا الكتاب أن العرب كان لهم معبود هو "نشرا" ونحن نجد ذكر هذا المعبود يرد كذلك في القرآن الكريم على نحو ما أشرت في مناسبة سابقة, وأن مواسم حج الأعراب لم تكن ثابتة وإنما كانت تتغير من حين لآخر حسب ما يجدّ في مواسم السنة. ويشير التلمود إلى حياة الأعراب فيذكر أنهم كانوا دائمي التنقل في البادية. وأما عن عاداتهم فيذكر أن رجال العرب كانوا يعمدون إلى وضع اللثام على وجوههم في أثناء السفر على سبيل الوقاية من الزوابع الرملية، كما كان نساء العرب يغطين وجوههن عند الخروج إلى الأماكن العامة، وهي عادة يرى أحد الباحثين أنها ربما كانت تخص نساء العرب المقيمين في المدن، كما أن بين ما أشار إليه التلمود من صفات العرب هو قدرتهم الخارقة على التعرف على مواضع الماء في الصحراء بمجرد شم الرمال47، وهذه دون شك من نوع الحاسة السادسة التي أوجدتها عند العرب ظروف الجفاف التي سيطرت على شبه الجزيرة والتي أكسبت العرب بالضرورة هذا النوع من الخبرة التي لا يمكن الاستغناء عنها تحت هذه الظروف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015