في مجال الاحتكاكات الحربية والمؤامرات السلمية، وإنما تتعداها لتحدثنا عن علاقات تجارية تدخل فيها السياسة أو عن علاقات تجارية عادية. ونحن نجد في هذا المجال إشارة إلى أن السبئيين في العربية الجنوبية كانوا يشترون العبيد من خارج البلاد كأيدٍ عاملة ربما للعمل في مزارعهم أو كعمال أو للخدمة في بيوت الطبقة التجارية الأرستقراطية التي كانت تسيطر على البلاد. فالتوراة تورد تهديدا من جانب يَهْوه "اسم الله عند العبرانيين" يتوعد فيه صور وصيدون وجميع بقاع فلسطين بأن يبيع بنيهم وبناتهم بأيدي يهوذا للسبئيين، لأمة بعيدة "وهذا يعني أن هؤلاء لم يكونوا من سبأ الشمالية القريبة من العبرانيين، إنما من تجار مملكة سبأ التي كانت موجودة في اليمن"، وذلك ردا على ما فعلوه حين باعوا "بني يهوذا وبني أورشليم لبني الياوانيين"، وهم اليونان42. كذلك نجد تجار سبأ "الجنوبية أو الشمالية" يتجرون مع العبرانيين بالطيوب والذهب والأحجار الكريمة و"بالأنسجة الفاخرة" وتشير التوراة كذلك إلى أهل وَدَان "العلا" الذين كانوا يتجرون مع العبرانيين "بالنمارق للركوب" وربما يقصد بذلك نوع من الأثاث، بينما تشير إلى العرب "القبائل البدوية" على أن تجارتهم مع العبرانيين كانت في الماعز والأغنام43, كما نجد مثلا مرجحا من أمثلة العلاقة التجارية بين العبرانيين والعرب في عهد سليمان إذ تذكر لنا التوراة أن سليمان في محاولته لتقوية مملكته وإشاعة الرخاء في أرجائها قد وجه عنايته إلى النشاط التجاري البحري فأنشأ أسطولًا تجاريًّا في عصيون جابر44 على خليج العقبة "غربي