معهم فهي الترغيب "بالأجر الحسن" أو الترهيب "بالعذاب الأليم"21.

ولا يقتصر القرآن الكريم، كمصدر لمجتمع شبه الجزيرة العربية في العصر السابق للإسلام، على هذه الجوانب السابقة وإنما يتجاوزها ليعطي فكرة محددة عن المنطقة فيما يتعلق بعدد من الجوانب الأخرى، فالكتابة، بغض النظر عن مدى انتشارها، معروفة، وكذلك القلم والصحف "بمعنى الأوراق المكتوب عليها"، والرق الذي يكتب عليه. كذلك فإن مجتمع شبه الجزيرة لا يجهل عددا من جوانب اللهو مثل الصيد الذي تستخدم فيه الجوارح, ومثل استخدام الخيل لأغراض "الزينة" التي قد تشير إلى بعض أنواع السباق أو الألعاب الأخرى22.

وأما فيما يخص شبه الجزيرة نفسها فمناخها معرض لرياح قائظة هي "السموم" وتجتاحه في بعض الأحيان أعاصير مدارية قد تكون مدمرة سواء في سرعتها أو فيما تذروه من رمال أو حصى، وهي لهذا توصف بعدة أوصاف: فهي "الطاغية" مرة، و"الذاريات" في موضع آخر, و"الحاصب" من الريح مرة ثالثة, وبالريح العقيم التي لا تذر شيئا في موضع رابع وهي "الصيحة" أو "الصاعقة" أو "ريح صرصر عاتية" في آيات قرآنية أخرى. كما تتعرض المنطقة لهزات أرضية في بعض المناسبات مثل "الرجفة" التي تعرض لها أهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015