ذاته ينطبق على تحويل الصور المستخدمة للتعبير كتابيا عن الأسماء والأشياء إلى قيم صوتية، ومن ثم إلى أول حروف هجائية يعرفها العالم -توصل إليها المصريون في البداية وإن كانوا لم يضمنوها حروف الحركة "حروف العلة" كما استبقوا في آخر كل كلمة مكتوبة بالحروف الهجائية علامة تخصيص أو تمييز بالطريقة التصويرية القديمة، ثم نقلها الفينيقيون بوضعها الذي لا تظهر فيه حروف الحركة ولكنهم طوروها بتنقيتها من علاقات التخصيص التصويرية فأصبحت حروفا هجائية صرفة، ثم نقلوها إلى اليونان الذين استكملوها بزيادة حروف الحركة إليها. وأخيرا، وليس آخرا، فقد كانت منطقة نشوء الحضارات التي نتحدث عنها هي المنطقة التي عرفت تطور النظم والنظريات السياسية في شكلها الناضج من بداياتها الفردية التي تقوم على المساندة الإلهية أو الحق الإلهي للحاكم حتى وصلت عند اليونان إلى أوسع مراحل هذه النظم والنظريات شعبية، وهي مرحلة الديمقراطية5.