ولا أشك أنّ مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق الذي فيه ذكر الخوارج أفعالاً ومخالفاتٍ حذر منها، وليست العبرة بالاصطلاحات (?) التي تواطأ عليها العلماء.
وعليه؛ فلا يقال: هذه خرجت من أُناس سلفيين! عندهم بعض الأخطاء، وليسوا من الخوارج، فلا صلة لهذه الأحداث بما هُيِّج من فتن (العراق) !! بل هي خرجت من تحت قدمي أصناف، لهم وفاق وفراق مع (الخوارج) ، بل بعضهم يتطابق معهم في دينه، ولا ينفك عنهم قيد أُنملة (?) ، وقد أفصح عن هذه الأنواع بعضُ من تاب الله عليهم، عندما رجعوا إلى رشدهم وصوابهم، واتّصل بالعلماء الربانيين، وطلبة العلم، المتقدّمين النابهين، ولمزيد البيان والإيضاح أنقل لإخواني القراء الكرام ما جرى بين هؤلاء والشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-:
حوار (?) بين ثوار الجزائر برؤوس الجبال مع العلاّمة ابن عثيمين بتاريخ: 1 رمضان 1420هـ
قال السائل: نحن أوّلاً: نُعلمكم أنَّ الذي يُخاطبكم الآن هم إخوانك المقاتلون، وبالضبط المقاتلون من (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) ، ونحن طبعاً سننقل كلامَكم -إن شاء الله عزَّ وجلَّ- إلى جميع إخواننا المقاتلين في هذه الجماعة وغيرها -أيضاً-.
وذلك بعد أن بلغنا نداؤكم ونصيحتكم المؤرَّخة بتاريخ 13 من شهر صفر من العام الحالي.