شيء، وليسوا على شيء» .
فالفتن التي ستظهر آخر الزمان تُذهب عقولَ طائفة كبيرة من الرجال (?) ، وتصبح هذه العقول معوجَّة (?) ، لا اتّزان فيها، ولا عدل ولا إنصاف، تقتحم المهالك، وتخوض في الفتنة بالفتنة، دون علم ولا حلم، ورحم الله الحسن البصري القائل:
«إنّ الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل» (?) .
فـ «الفتنة لا تجيء تهدي الناس، ولكن تجيء تقارع المؤمن عن دينه» هكذا قال مطرف بن عبد الله بن الشخير، فيما أسند عنه أبو نعيم في «الحلية» (2/204) وغيره.
فغفل هؤلاء العابثون في أحاديث الفتن، الخائضون فيها للرُّكب عن هذه الحقيقة؛ فظنوا أنها جاءت لهدايتهم! وغفلوا عن أنها قرعت عقولهم، وأذهبتها وأضعفت دينهم وأوهنته، ولا قوه إلا بالله العلي العظيم!
فصل
في تحليل هذه الظاهرة وتأريخها
في أجواء الحوادث الجسام، والفتن العاصفات، تتحفّز القوى النفسيّة