وقال: «وتراب البلد مخلوط بالذهب، والذي حملهم على تركه أنّ المؤونة أكثر مما يخرج منه» (?) .

وبقيت هذه المعادن ظاهرة، يحضرها خيار الناس فيما مضى، فكانت لبلال وبنيه من بعده، ثم باعها بنو بلال عمر بن عبد العزيز (?) ، ويذكر الطبري (?) أن الأمويين عيّنوا على معدن بني سليم عاملاً هو (كثير بن عبد الله) ، وذلك في عام 128هـ - 745م.

وما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم سيكون آخر الزمان، بضميمة ما في أثر عبد الله بن عمرو، وفيه وقوع الخسف بهم، وهذا مما لم يسمع إلى الآن، وبقرينة حضور شرار الناس لهذه المعادن، وبأمارة قوله في حديث أبي هريرة: «يحشر إليه شرار الناس» .

قال شيخنا الألباني -رحمه الله- في «السلسلة الصحيحة» (4/507) :

« (المعادن) : المواضع التي تستخرج منها جواهر الأرض؛ كالذهب والفضة، والنحاس وغير ذلك، واحدها معدن. كذا في «النهاية» .

قلت (الألباني) : ومما لا شك فيه: أن شرار الناس إنما هم الكفار، فهو يشير إلى ما ابتلي به المسلمون اليوم من جلبهم للأوروبيين والأمريكان إلى بلادهم العربية لاستخراج معادنها وخيراتها، والله المستعان» .

قال أبو عبيدة: في الحديث: «يحضرها شرار الخلق» ، وفيه معنىً زائد عن استجلاب المسلمين لهم، وسيظهر أثر ذلك أظهر وأجلى بمرور الزمن، مع استحكام غربة الدين، ولا قوة إلا بالله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015