وأسند أبو بكر محمد بن عمر الجِعابي -ومن طريقه الخطيب (1/327) - عن أحمد بن يعقوب المسعودي، قال: قلت لعمار بن سيف: سمعتَ هذا الحديث من عاصم؟ قال: لا، قلت: من حدّثك عن عاصم؟ قال: رجل ثقة كأنك تسمعه منه.
وهذا خلاف ما تقدم؛ لأن عماراً ذكر في تلك الرواية أنه حضر الثوري يسأل عاصماً عنه، وفي هذه الرواية أنكر أن يكون سمعه من عاصم، وقد يجاب عن هذا بوجوه:
الأول: أنه نسي تحديثه به، فهو من باب (من حدّث ونسي) .
الثاني: أن المراد عدم سماعه لحديث آخر، إذ لم يرد ذكر للحديث في الرواية.
الثالث: رواية الجماعة مقدمة على رواية الجِعابي، ولا سيما أن الذهبي قال عنه في «الميزان» (3/670) : «فاسق رقيق الدين» !
الرابع: أنه سمع لفظَ الحديث من سفيانَ لا من عاصمٍ، فيكون (سفيانُ) واسِطَتَه بالسماع منه. وشكَّ فيه؛ فراجَعَ (عاصماً) ، فحفظ الإسناد منه، دون المتن إلا الشيء منه، كما صرح به أبو غسان فيما تقدم عنه.
ولذا كان يرويه عمار بن سيف عن سفيان -أيضاً-، وهذا البيان:
أخرجه العقيلي في «الضعفاء الكبير» (3/324-325) من طريق محمد ابن واصل، عن عمار، عن سفيان، عن عاصم، به. وفيه: «يجتمع إليها جُباة الأرض وكنوزها» .
وأخرجه المحاملي في «أماليه» (ص 351/رقم 386 - رواية ابن البيع) ، قال: ثنا ابن إشكال، ثنا أبو جعفر الكوفي محمد بن فلان، ثنا عمار، به.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (2/370 رقم