انحسار الفرات عن (تل) أو (جزيرة) أو (كنز) أو (جبل) -على تعدد الروايات (?) ، وسيأتي -إن شاء الله- بيان ذلك في فصل مستقل بالتفصيل.
بقي التنويهُ على أن للأثر متابعاً للمسعودي في روايته عن القاسم، فقد رواه الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود متصلاً، وهو صحيح، ولفظه:
«شكونا إليه الفرات، وقلة الماء، فقال: يأتي عليكم زمان لا تجدون فيه ملء طست من ماء، ويرجع كل ماء إلى عنصره، ويبقى الماء والمؤمنون بالشام» .
أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» ، ومن طريقه وطريق غيره: ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1/314-315) ، وابن العديم في «بغية الطلب» (1/511) . ونقل ابن عساكر وابن العديم (?) عن ابن المنادي قوله: «في رواية الأعمش هذه ذكر قلة الماء في الفرات، وفي رواية المسعودي ذكر كثرته فيه، ثم إن الروايتين على الاتفاق؛ أن الفرات يقل ماؤه قلة ضارة بالناس، والله أعلم» .
قلت: وهذا يؤكد أن هذا التحوّل يكون قبل المهدي (?) ؛ شأنه شأن