الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم رجع إلى مكة، ثم هاجر إلى المدينة، ثم في آخر عمره كتب إلى الشام، وإلى هرقل، وإلى كثير من أتباعه، ثم غزا بنفسه غزوة تبوك، ثم رجع، ثم بعث سرية إلى مؤتة، ثم بعث جيش أسامة، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خروجهم، ثم ابتدأ أبو بكر الصديق بفتوح الشام، واستكمل في زمن عمر -رضي الله عنه-» (?) .
أخرج السرقسطي في «الدلائل في غريب الحديث» (2/921) عن حذيفة، قال: «إن الله بعث نبيكم صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق إلى جزيرة العرب، فملأها قسطاً وعدلاً، ثم طعن بهم أبو بكر، فطعن بهم طعنة رغيبة، ثم طعن بهم عمر طعنة رغيبة حق رغيبة» (?) .
ومعناه: أن أبا بكر طعن بالناس طعنة رغيبة؛ وهي تسييره إياهم إلى الشام، وفتحه إياها بهم، وكذلك تسييرهم عمر -رضي الله عنه- إلى العراق وفتحها بهم، وجعلها حذيفة (رغيبة حق رغيبة) لكثرة الخير الذي ناله المسلمون آنذاك من العراق، وقد تقدم بيان ذلك (?) .
هذا معنى «بدأتم» ، فما المراد يا ترى بـ «عدتم» ؟
قال النووي (?) -وعنه السيوطي (?) وغيره- في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «وعدتم من حيث بدأتم» : «فهو بمعنى الحديث الآخر: «بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ» » .